- wisamفي بداية الطريق
- االجنس : الابراج :
عدد المساهمات : 56
تاريخ التسجيل : 16/04/2010
العمر : 32
أجمل القصائد
الثلاثاء 20 أبريل 2010 - 1:34
المهرولون
سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ
وفرحنا.. ورقصنا..
وتباركنا يتوقيعِ سلامِ الجبناءْ
لم يعد يرعبنا شيءٌ..
ولا يخجلنا شيءٌ
فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...
سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..
دو َ ن أن ﻧﻬتزَّ.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..
ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ
وركضنا.. ولهثنا
وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..
جوَّعوا أطفالنا عشرينَ عامًا
ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..
بصلهْ...
سقطتْ غرناطةٌ
-للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.
سق َ ط التاريخُ من أيدي العربْ.
سقطتْ أعمدُة الروحِ، وأفخا ُ ذ القبيلهْ.
سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.
سقطتْ إشبيليهْ..
سقطتْ أنطاكيهْ..
سقطتْ ح ّ طينُ من غيرِ قتالٍ..
سقطتْ عموريَهْ..
سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجلٍ ينق ُ ذ الرمزَ السماويَّ
ولا ثمَّ الرجولهْ..
سقطتْ آخرُ محظيّاتنا
في يدِ الرومِ، فعنْ ماذا ندافع؟
لم يعدْ في القصرِ جاريةٌ واحدةٌ
تصنعُ القهوَة.. والجنسَ..
فعن ماذا ندافعْ؟؟
لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطا َ ن، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتو َ ن، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زا َ ل رضيعًا..
سرقوا ذاكرَة الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقنادي َ ل الجوامعْ
تركوا علبَة سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمًة يابسًة تُدعى "أريحا"
فندقًا يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..
تركونا جسدًا دو َ ن عظامٍ
ويدًا دو َ ن أصابعْ...
لم يعدْ ثمَة أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامعْ؟
بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطنًا أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطنًا نبلعهُ من غيرِ ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!
بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآ َ ن على أرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!
١١
بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطنًا نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحًا، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخ َ ل كالخنجرِ فينا..
إنهُ فع ُ ل اغتصابْ!!..
ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حيًا
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..
كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأًة أنفسنا.. في مزبلهْ!!
من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟
لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.
من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟
والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..
والتجّارِ والمستثمرينْ؟
وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟
أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..
وجميعَ السائلينْ...
... وتزوّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
وأخذناها إلى شهرِ العس ْ ل..
وسكِرنا ورقصنا..
واستعَدنا كلَّ ما نحف ُ ظ من شعرِ الغز ْ ل..
ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الخظِّ، أولادًا معاقينَ
لهم شك ُ ل الضفادعْ..
وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،
فلا من بلدٍ نحضنهُ..
أو من ولدْ!!
لم ي ُ كن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ
أو طعامٌ عربيٌّ
أو غناءٌ عربيٌّ
أو حياءٌ عربيٌّ
فلقد غابَ عن الزّفةِ أولادُ البلدْ..
كا َ ن نصفُ المهرِ بالدولارِ..
كا َ ن الخا ُ تم الماسيُّ بالدولارِ..
كانتْ أجرُة المأذونِ بالدولارِ..
والكعكُة كانتْ هبًة من أمريكا..
وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،
وموسيقى الماري ْ تر..
كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!
وانتهى العرسُ..
ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.
ب ْ ل رأت صورﺗﻬا مبثوثًة عبرَ كلِّ الأقنيهْ..
ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحي ْ ط..
نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..
وهيَ مث َ ل الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا العرسُ عرسي..
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليسَ هذا العارُ عاري..
أبدًا.. يا أمريكا..
أبدًا.. يا أمريكا..
أبدًا.. يا أمريكا..
لندن في ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ١٩٩
سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ
وفرحنا.. ورقصنا..
وتباركنا يتوقيعِ سلامِ الجبناءْ
لم يعد يرعبنا شيءٌ..
ولا يخجلنا شيءٌ
فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ...
سقطتْ.. للمرةِ الخمسينِ عذريّتنا..
دو َ ن أن ﻧﻬتزَّ.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
ودخلنا في زمانِ الهرولهْ..
ووقفنا بالطوابيرِ، كأغنامٍ أمامَ المقصلهْ
وركضنا.. ولهثنا
وتسابقنا لتقبيلِ حذاءِ القتلهْ..
جوَّعوا أطفالنا عشرينَ عامًا
ورمَوا في آخرِ الصومِ إلينا..
بصلهْ...
سقطتْ غرناطةٌ
-للمرّةِ الخمسينَ – من أيدي العربْ.
سق َ ط التاريخُ من أيدي العربْ.
سقطتْ أعمدُة الروحِ، وأفخا ُ ذ القبيلهْ.
سقطتْ كلُّ مواويلِ البطولهْ.
سقطتْ إشبيليهْ..
سقطتْ أنطاكيهْ..
سقطتْ ح ّ طينُ من غيرِ قتالٍ..
سقطتْ عموريَهْ..
سقطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجلٍ ينق ُ ذ الرمزَ السماويَّ
ولا ثمَّ الرجولهْ..
سقطتْ آخرُ محظيّاتنا
في يدِ الرومِ، فعنْ ماذا ندافع؟
لم يعدْ في القصرِ جاريةٌ واحدةٌ
تصنعُ القهوَة.. والجنسَ..
فعن ماذا ندافعْ؟؟
لم يعدْ في يدنا أندلسٌ واحدةٌ نملكها..
سرقوا الأبوابَ، والحيطا َ ن، والزوجاتِ، والأولادَ،
والزيتو َ ن، والزيتَ، وأحجارَ الشوارعْ.
سرقوا عيسى بنَ مريمْ
وهوَ ما زا َ ل رضيعًا..
سرقوا ذاكرَة الليمون..
والمشمشِ.. والنعناعِ منّا..
وقنادي َ ل الجوامعْ
تركوا علبَة سردينٍ بأيدينا
تسمّى "غزّة"
عظمًة يابسًة تُدعى "أريحا"
فندقًا يدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدةٍ..
تركونا جسدًا دو َ ن عظامٍ
ويدًا دو َ ن أصابعْ...
لم يعدْ ثمَة أطلالٌ لكي نبكي عليها.
كيفَ تبكي أمةٌ
أخذوا منها المدامعْ؟
بعدَ هذا الغزلِ السريِّ في أوسلو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وطنًا أصغرَ من حبّةِ قمحٍ..
وطنًا نبلعهُ من غيرِ ماءٍ
كحبوبِ الأسبرينْ!!
بعدَ خمسينَ سنهْ..
نجلسُ الآ َ ن على أرضِ الخرابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلابْ!!
١١
بعدَ خمسينَ سنهْ
ما وجدنا وطنًا نسكنهُ إلا السرابْ..
ليسَ صُلحًا، ذلكَ الصلحُ الذي أُدخ َ ل كالخنجرِ فينا..
إنهُ فع ُ ل اغتصابْ!!..
ما تفيدُ الهرولهْ؟
ما تفيدُ الهرولهْ؟
عندما يبقى ضميرُ الشعبِ حيًا
كفتيلِ القنبلهْ..
لن تساوي كلُّ توقيعاتِ أوسلو..
خردلهْ!!..
كم حلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
وهلالٍ أبيضٍ..
وببحرٍ أزرقَ.. وقلوعٍ مرسلهْ..
ووجدنا فجأًة أنفسنا.. في مزبلهْ!!
من تُرى يسألهم عن سلامِ الجبناءْ؟
لا سلامِ الأقوياءِ القادرينْ.
من تُرى يسألهم عن سلامِ البيعِ بالتقسيطِ..؟
والتأجيرِ بالتقسيطِ.. والصفقاتِ..
والتجّارِ والمستثمرينْ؟
وتُرى يسألهم عن سلامِ الميتينْ؟
أسكتوا الشارعَ.. واغتالوا جميعَ الأسئلهْ..
وجميعَ السائلينْ...
... وتزوّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلتْ أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
وأخذناها إلى شهرِ العس ْ ل..
وسكِرنا ورقصنا..
واستعَدنا كلَّ ما نحف ُ ظ من شعرِ الغز ْ ل..
ثمَّ أنجبنا، لسوءِ الخظِّ، أولادًا معاقينَ
لهم شك ُ ل الضفادعْ..
وتشرّدنا على أرصفةِ الحزنِ،
فلا من بلدٍ نحضنهُ..
أو من ولدْ!!
لم ي ُ كن في العرسِ رقصٌ عربيٌّ
أو طعامٌ عربيٌّ
أو غناءٌ عربيٌّ
أو حياءٌ عربيٌّ
فلقد غابَ عن الزّفةِ أولادُ البلدْ..
كا َ ن نصفُ المهرِ بالدولارِ..
كا َ ن الخا ُ تم الماسيُّ بالدولارِ..
كانتْ أجرُة المأذونِ بالدولارِ..
والكعكُة كانتْ هبًة من أمريكا..
وغطاءُ العرسِ، والأزهارُ، والشمعُ،
وموسيقى الماري ْ تر..
كلُّها قد صنعتْ في أمريكا!!
وانتهى العرسُ..
ولم تحضرْ فلسطينُ الفرحْ.
ب ْ ل رأت صورﺗﻬا مبثوثًة عبرَ كلِّ الأقنيهْ..
ورأتْ دمعتها تعبرُ أمواجَ المحي ْ ط..
نحوَ شيكاغو.. وجيرسي.. وميامي..
وهيَ مث َ ل الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
ليسَ هذا العرسُ عرسي..
ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
ليسَ هذا العارُ عاري..
أبدًا.. يا أمريكا..
أبدًا.. يا أمريكا..
أبدًا.. يا أمريكا..
لندن في ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ١٩٩
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى